عذراً ....
طفلتي الحبيبة عائشة الاحتلال قتلك مرتين
"بابا أمسك يدي جيدا ً...باب لا تتركني ..أنا لما أزور ماما بسجن الاحتلال بكون خائفة ما أروح ..بابا لا تخلي اليهود يخذوني من حضنك الدافء"...كلمات متلعثمة بالهول والخوف تتردد على لسان الطفلة عائشة وليد الهودلي التي لم تتم عامها الرابع بعد، فلقد كتب عليها مثلما كتب على غيرها من أبناء شعبنا في فلسطين أن يعيشوا حرمان البعد عن أحضان والدتهم الدافء، وأطفال اخرين حرموا بأن تلمس أناملهم الصغيرة ودفء أكف والدهم، فالطفلة عائشة التي تعيش بنبض قلبها وشهيق وزفير نفسها جعلت الحياة أمام عينها الصغيرة يبكي ويرفض أن يبتسم، فكيف له أن يبتسم بعد أقل من ست شهور من أبصارها لنور الحياة في رام الله إحدى المدن الفلسطينية التاريخية تريد والدتها إلا أنها لم تجدها حولها لتعلم بعد أعوام بأن سجون الاحتلال قد حرمتها من أبسط حقوقها ألا وهو حق أن تبتل لسانها بحليب أمها.
وليد الهودلي |
فما كان من الأب إلا أن يكون هو الأم والأب في الوقت ذاته بعد أن عاش في منزل عاش معهما حرمان الأم والزوجة، إلا أن ذلك لم يطول كثيرا فما كان من الاحتلال إلا وأن يمزق قلب الطفلة عائشة التي لم تعلم بعد كل ما يحدث من حولها إلا أنها تبحث عن أبيها وأمها وهي لا تجد أحد منهما فقد شارك الأب وزوجته في سجون الاحتلال وتحت سوط السجان وذلك حينما ذهبت مع والدها لزيارة والدتها في سجون الاحتلال أبت قضبان الاحتلال إلا أن تأخذ والدها من بين أنامل يدها وهي تصرخ وتقول
بابا ..بابا .. بابا .
حبيبتي عائشة اليوم أنت تعيشين مرارة الوحدة والشعور بالبرد رغم انخفاض درجة الحرارة ولكن بعدك عن دفء العائلة جعل من حولك يشعر ببرودة أناملك الصغيرة.
عزيزتي الصغيرة أتعلمين أن والدك عاش للمرة الثانية مرارة فقدان الزوجة وحرمان البعد عن الأبناء قبل أعوام من اعتقاله؟؟.
فقد منع بأن يذهب ليحتضن إخوتك وزوجته الأولى، والآن يجدد الحرمان له بعد أن اعتقلت والدتك وهاهو لا تستطيع أنامله أن تلمس وجهك الحزين على بعدك عن والدك ووالدتك.
عزيزتي عائشة أعلم أن قلمي لن يفلح بأن يمسح دموعك التي تتساقط كأنها جمراً على وجهك الصغير لكن أحببت أن أشاركك بعض الشيء يا طفلتي الصغيرة عبر سطور مجلة الفاتح التي أرادت أن تحمل جرحك الكبير يا صغيرتي.
وليد الهودلي في سطور بعد أن سطر الاحتلال قضبانه أمام
عيونه وقلمه الذي نبض بالحرية
أتعلمون يا أعزائي من هو والد الطفلة عائشة إنه الكاتب وليد الهودلي الذي كان لسطور مجلة الفاتح نصيب من كلماته ووفاء له كان لابد أن تسطر مجلة الفاتح اليوم عبر سطور صفحاته ولو قليل من سيرته.
تعود جذور الكاتب وليد الهودلي من قرية العباسية المحتلة سنة 48 قضاء يافا، وهو من مواليد مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين سنة 1960 م.
وحسب ما ذكره موقع رغم الحدود فإن الكاتب قد درس حتى الإعدادية في مدرسة الجلزون ودرس الثانوية العامة في المدرسة الهاشمية في مدينة رام الله، وقد تخرج من معهد المعلمين التابع لوكالة الغوث في رام الله سنة 1980 م .
ومارس مهنة التدريس في الأردن من سنة 1980 ولغاية 1984 حيث عاد إلى ارض الوطن ليعمل موظفا في مصلحة مياه رام الله .
وشارك في فعاليات الانتفاضة وتم اعتقاله سنة 1990 م ليحكم 12سنة حيث اطلق سراحه في 1/8/2002 .
تنقل في العديد من سجون الاحتلال وكان العمل الثقافي، والتربوي صلب اهتمامه، ولقد اهتم في كتابة القصة القصيرة و الرواية و كانت له الإصدارات التي غطت مساحة واسعة من تجربة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
علماً أن الكاتب الهودلي تم اعتقاله في تاريخ 18/10/2007م ليشارك زوجته عطاف عليان التواجد خلف قضبان الاحتلال.
من مؤلفاته : مدفن الأحياء الشعاع القادم من الجنوب، والعديد من المؤلفات، وكانت له المناصب التالية: عضو اتحاد الكتاب الفلسطيني، رئيس هيئة تحرير مجلة متخصصة بشؤون الأسرى.
وكان قبل اعتقاله يكتب في جريدة فلسطين اليومية بمقالة تأخذ عنوانها الثابت بكل هدوء.
"اللهم حرر جميع الأسرى وارزقهم الحرية يا أرحم الراحمين"
مجلة الفاتح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق