الخميس، 2 فبراير 2012

الشهيد خالد خطاب القائد العام لمنطقة شرق آسيا في العمل الجهادي ــ المجموعة الأولى









 الشهيد خالد خطاب القائد العام

لمنطقة شرق آسيا 

في العمل الجهادي ... 

للشهيد الراحل اسامة ابن لادن

عليه

رضوان الله تعالى ... 

وقائد في كل معارك الشيشان ضد المحتلين والغزاة  لأرض الاسلام ...

أسد الشيشان الشهيد خطاب


ولد خطاب عام 1389 من الهجرة النبوية الموافق 1969 م في السعودية في مدينة عرعر شمال المملكة العربية السعودية ، وخطاب كان لقبه و هو اختصار للقبه القديم ابن الخطاب وذلك لإعجابه الشديد بالصحابي عمر بن الخطاب و يلقب أيضا بين أنصاره "الأمير خطاب". يعتبر خطاب أحد رموز ما يسمى بالمجاهدين العرب وسموّا لاحقا بالأفغان العرب حيث قاتل في كل من أفغانستان، طاجيكستان، داغستان والشيشان.[1] بدأ رحلته منذ أربعة عشر عاما في أفغانستان وكان ذلك عام 1988 وحضر أغلب العمليات الكبرى في الجهاد الأفغاني منذ عام 1988 ومن ضمنها فتح جلال آباد وخوست وفتح كابل في عام 1993.[2] كما كان يتحدث بأربع لغات ، اللغة العربية و اللغة الروسية والإنجليزية والبوشتو . توفي في أوائل شهر صفر من عام 1423هـ من الهجرة و الموافق 13 أبريل 2002 م وله من العمر 33
                                      
                           

                      

  نشأته و أسرته ... 



ينتمي خطاب لعائلة اشتهرت بالشجاعة والشهامة حتى أن جده عبدالله عُرِف في منطقة الأحساء "بالنشمي" ولقد نزحت هذه العائلة من بلاد نجد إلى الأحساء عام 1240هـ وهناك ولد أجداده ، وولد فيها والد خطاب صالح الذي انتقل إلى عرعر ، وهناك ولد خطاب ، ومكث فيها حتى انتهى من الصف الرابع الابتدائي وعمره عشر سنوات ، وفي عرعر كان والده يأخذه مع أخوته كل أسبوع إلى المناطق الجبلية يعلمهم الشدة والشجاعة ، ويضع على ذلك الجوائز والحوافز ويطلب من أولاده العراك والصراع حتى تشتد سواعدهم وفي هذا الجو بدأت تظهر آثار النجابة والشجاعة على خطاب ، ثم انتقل والده بأبنائه إلى مدينة الثقبة بالقرب من الدمام.[1]
أمه مازالت على قيد الحياة وهي بنت إسماعيل بن محمد المهتدي ، وهي تركية الأصل هرب أبوها من تركيا عند سقوط الخلافة الإسلامية واستيلاء كمال أتاتورك على تركيا وفي سوريا ولدت أم خطاب، ولخطاب من الإخوة خمسة هو خامسهم في الترتيب.[1]
وكان بيت خطاب كأي بيت في ذلك الوقت من جهة حب الدين والاهتمام بشعائره الظاهرة إلا انه كان يتفوق على كثير من البيوت بالاهتمام بالشريط الإسلامي والمجلة الإسلامية ، وهذه كانت شبه معدومة في ذلك الوقت.[1]

شبابه
كان خطاب في بداية شبابه يحلم كأي شاب بالوظيفة والرتبة العالية, لهذا عرف بتفوقه الدراسي حتى أنه تخرج من الثانوية العامة بتخصص علمي ومعدله أكثر من 94% في النصف الثاني وكان أمله أن يدخل شركة أرامكو بمنطقة الظهران شرقي السعودية في نظام - CBC - وهو نظام يتيح للدارس الابتعاث إلى أمريكا, وفعلاً تحققت أمنيته ودخل في ذلك النظام التدريبي وكان يستلم راتباً شهرياً قدره 2500 ريال وجلس على مقاعد الدراسة قرابة النصف سنة وكان من أميز الطلاب في فصله ونال إعجاب معلميه وزملائه ولكن بعد أحداث أفغانستان الأولى ترك الدراسة وضحى بحلمه راجياً ما عند ربه وليس صحيحاً أنه درس في أمريكا وغادرها إلى أرض الجهاد.[3]
كانت مرحلة شبابه مليئة بالمواقف و منها أنه ذات يوم خرج ليركب سيارته وكانت هناك قطة داخل ماكينة السيارة فحرك السيارة فتقطعت القطة . لقد كان يوماً عصيباً عليه فقد حمله أخواه منصور وماهر وهو كاد أن يغمى عليه ، وقد خرجت الدموع من عينيه لأجل تلك القطة وكان يسأل ويصرخ هل هي ماتت.[4]
و أيضاً كان يداعب الأطفال في شبابه عندما كان طالباً في الثانوية بحمله لهم على ظهره وصدره . ويقول لهم اركبوا على ظهري واضربوا رأسي و التي كانت تضيف سعاده على قلبه كثيراً.[4]
عرف خطاب "بصاحب الجيب الخالي" فلم يكن المال له حظ في جيبه منذ شبابه وتعاهد إخوته أن لايعطوه شيئاً إن طلب منهم شيئاً ليس بغضاً فيه وإنما خوفاً عليه من كثرة ماينفق يقول أخوه ماهر : عاهدت نفسي أن لا أعطيه شيئاً لأننا لو أعطيناه فسينفقها على الناس كرماً ولكن خطاب لديه أسلوباً في الإقناع فيأتيني فيكلمني قليلاً حتى يأخذ ما لدي فإذا خرج صحت لقد سحرني وأخذ مالي . لقد كان خطاب صاحب كلمات حلوة وعذبة فلم نستطع يوماً أن نرد له طلباً.[5]
ويذكر أخوه منصور أن خطاباً انطلق يوماً بسيارته وفي طريق المطار شاهد مسلماً سودانياً يرفع يديه طالباً المساعدة فتوقف عنده وتبين أن السيارة أصابها العطل والرجل مسافر على الطائرة بعد قليل فقال خطاب دع سيارتك وسافر وأنا سأسحبها فوافق الرجل وهو خائف على سيارته حيث لم تكن بينهم صلة معرفة ، وفعلاً سافر الأخ السوداني ثم قام خطاباً بسحب سيارته ثم اقترض مبلغاً من المال وأصلح السيارة بدون أن يعلم أحد وعندما حضر السوداني كانت المفاجأة فالسيارة أصلحت وخطاب يرفض المبلغ فأصر السوداني على الدفع فصاح في وجهه خطاب نحن لا نريد المال وخرج الرجل من البيت ووجهه يتهلل فرحاً.[5]
كان خطاب منذ أن كان صغيراً يكره الظلم وأهله حتى وردت عليه المشاكل من كل حدب وصوب بسبب حبه للنصرة حتى ولو على من هو أقوى منه, خرج ذات يوم مع أحد زملائه من الدراسة في شركة أرامكو وعندما وصلا إلى مواقف السيارات شاهدا خمسة من الشباب المعروفين بفسادهم وظلمهم يحيطون بشاب طيب يريدون ضربه وقد أعدوا عدتهم من العصي الغلاظ فقال خطاب لصاحبه السائق : قف حتى نعينه, فقال صاحبه دعهم ونحن لا نريد المشاكل فأقسم ونزل من السيارة نصرة لذلك المستضعف ورفض صاحبه النزول لعدم رغبته في المشاكل ، ثم تحرك هؤلاء الشباب المفسدون جهته فقاتلهم مدة لوحده وكلما ازدادوا في ضربه ازداد صبراً وثباتاً . يقول صاحبه الذي في السيارة : لم أصدق ما رأيت . إنه فعلاً كان بطلاً وخرج من هذا القتال وقد أثخنوه وأثخنهم رغم توحده وانفراده.[6]
وفي يوم آخر حصل نزاع في فصله الدراسي في نفس الشركة السابقة بين طالب سني وطالب من إحدى الطوائف المخالفة لأهل السنة فتنادى أبناء هذه الطائفة من كل مكان وأدخلهم الحراس الذي ينتمي بعضهم لهذه الطائفة واجتمع أكثر من 200 منهم أمام المدرسة التدريبية وكان عدد أهل السنة قليلاً جداً فخشوا من الغلبة وكان يسمع خلف الصفوف صراخاً وصياحاً من شاب يقول لاتدعوهم والله لن اتركهم أبداً فلما نظروا خلف الصفوف وإذا هو خطاب قد استعد للعراك والقتال وفعلاً اشتعلت النار بين الطرفين، ومن ذلك اليوم علت الناس رهبة وهيبة من هذا الشاب.[6]


 


أفغانستان
ولد سامر لأب سعودي. تحدث بالإضافة إلى العربية كلا من الإنجليزية والروسية والبشتو. بعد تخرجه من الثانوية العامة درس في نظام الابتعاث السريع في شركة أرامكو السعودية، لكنه تخلى عن البرنامج قبل أن يتم ابتعاثه وتوجه إلى أفغانستان والتحق بالمجاهدين. تدرب على يد أسامة بن لادن في أفغانستان. كما اشترك في القتال ضد القوات السوفيتية العادية منها والقوات الخاصة. حضر خطاب الكثير من العمليات العسكرية في الجهاد الأفغاني منذ عام 1988 م، ومن ضمنها جلال آباد، وخوست، وكابول في عام 1993 م.


طاجكستان و الذهاب إلى الشيشان 


بعد هزيمة السوفيت وانسحابهم من أفغانستان سمع خطاب ومجموعة صغيرة من مقاتله عن حرب أخرى تدور ضد نفس العدو ولكنها هذه المرة كانت في طاجيكستان فأعد حقائبه ومعه مجموعة صغيرة من الإخوة وذهبوا إلى طاجيكستان في عام 1993 ، ومكثوا هناك سنتين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح .[2]
وهناك فقد أصبعين من أصابع يده اليمنى ، حين انفجرت قنبلة يدوية في يده مما نتج عنها إصابة بالغة استدعت قطع أصبعين ، وقد حاول إخوانه المجاهدون إقناعه بالعودة إلى بيشاور للعلاج ولكنه رفض وصمم على وضع عسل النحل على إصابته ، وضع العسل وربطها قائلاً أن هذا سوف يعالج هذه الإصابة وليس هناك حاجة للذهاب إلى بيشاور ، هذا الرباط لا يزال ملفوفاً على يده منذ ذلك اليوم .[2]
بعد سنتين في طاجيكستان عاد خطاب ومجموعته الصغيرة إلى أفغانستان في بداية عام 1995 وكان في هذا الوقت بداية الحرب في الشيشان.[2]
وصف خطاب شعوره عندما رأى أخبار الشيشان على محطة تليفزيونية تبث عبر القمر الصناعي في أفغانستان فقال : 'عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتدية عصابات مكتوباً عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويصيحون صيحة الله اكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت انه يجب علي أن اذهب إليهم ' .[2]



 

الشيشان
رحل خطاب من أفغانستان ومعه مجموعة مكونة من ثمانية مجاهدين مباشرة إلى الشيشان كان ذلك في ربيع 1995 ، أربع سنوات مضت بعد ذلك جعلت تجربة خطاب في أفغانستان و طاجيكستان تظهر كأنها كانت لعبة أطفال. يقول المسئولون الروس طبقاً لإحصائياتهم أن عدد الجنود الذين قتلوا في خلال ثلاث سنوات من الحرب في الشيشان فاق أضعاف عدد الجنود الذين قتلوا خلال عشر سنوات من الحرب في أفغانستان.[2]
كانت الشيشان هي المحطة الأهم في حياته حيث كان قائدا للمجاهدين العرب هناك حيث كانت له أهمية عسكرية كبيرة كمخطط ورديف حيث تعاون مع القائد الشيشاني شامل باسييف في عمليات كثيرة في الشيشان وفي داغستان كما استطاع اجبار القوات الروسية على اعلان وقف إطلاق النار في الحرب الشيشانية الأولى عام 1996.
كانت نفسه تحدثه بالبقاء أو الانصراف عن الشيشان والرجوع إلى طاجكستان . خاصة وأنه جاءها لعلاج يده فقط , ولم يكن ينوي الإقامة فيها, ولكنه لما رأى الجهاد بدأت نفسه تراوده في البقاء, ولكن مع تردد كثير ، وجرت عادته على رسم خريطة حول كل منطقة يريد العمل فيها سواء من جهة الأماكن أو الطبائع أو العادات أو الأشخاص ، ولما ذهب إلى الشيشان لم يكن يعرف حقيقة هذه المنطقة فجعل من نفسه كمراسل تلفازي يمر بين الناس ، ويضع معهم اللقاءات ، ويلقي عليهم الأسئلة ، ويتحسس المعاني المهمة في أجوبتهم ، وقابل شامل باساييف بهذه الطريقة, ولكن الموقف الذي هز شعوره ، وحرك عواطفه هو لقاؤه مع عجوز طاعنة في السن حيث سألها : ماذا تريدون من قتال الروس ؟ فقالت العجوز له بلغة الواثقة : نريد أن نخرج الروس حتى يرجع إلينا الإسلام ، فسألها هل عندكِ شيء تقدمينه للجهاد ؟ فقالت: ليس عندي سوى هذا "المعطف" أجعله في سبيل الله . فجعل خطاب يبكي بشدة وتبتل لحيته بدموعه .فكانت هذه العجوز سبباً في ظهور خطاب.[7]
ومن أهم قرراته هو أنه جعل القيادة العسكرية بيد الشيشانيين، والسبب في ذلك أن الشعب الشيشاني عرف بحميته لأرضه وعرقه ، فخشي أن يكون ذلك مدخلاً لخلخلة الجهاد من خلال العملاء والخونة الذين يجيدون هذا النوع من المكر ، وكذلك كان هناك الصوفية يحاولون نزع الإجماع الشعبي من حوله بالتذكير بأصله غير الشيشاني ، وقد دخل تحت قيادة جوهر دوداييف القائد الشيشاني السابق ، وأعجب خطاب به لخفة نفسه وحسن تعامله ، وارتفع في نفسه عندما سأله قائلاً : ما هو هدفكم من الجهاد ياجوهر دوداييف ؟ فقال القائد الشيشاني : كل طفل من القوقاز هُجِّر إلى المهجر عشرات السنين يحلم أن يرجع الإسلام إلى أرضه .[8]


 



 

















 



 



 

 

العمليات و المواقع ...


في يوم 16 أبريل 1996 قاد خطاب عملية من أجرأ العمليات وكانت عبارة عن كمين ' شاتوى ' وفيها قاد مجموعة مكونة من 50 مجاهداً لمهاجمة والقضاء على طابور روسي مكون من 50 سيارة مغادرة من الشيشان . تقول المصادر العسكرية الروسية أن 223 عسكرياً قتلوا من ضمنهم 26 ضابطاً كبيراً ودمرت الخمسون سيارة بالكامل . نتج عن هذه العملية إقالة ثلاثة جنرالات ، وقد أعلن بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية للبرلمان الروسي . وقد تم تصوير هذه العملية بالكامل على شريط فيديو.[2]
بعدها بشهور نفذت نفس المجموعة عملية هجوم على معسكر روسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT- 3 Sager المضاد للدبابات ومرة أخرى تم تصوير العملية بالكامل على شريط للفيديو .[2] كما شاركت أيضا مجموعة من مقاتليه في هجوم غروزنى الشهير في أغسطس 1996 الذي قاده القائد الشيشاني شامل باسييف.[2]
وقد ظهر اسمه مرة أخرى على الساحة في يوم 22 ديسمبر 1997 عندما قاد مجموعة مكونة من مائة مجاهد شيشانى وغير شيشاني ، وهاجموا داخل الأراضي الروسية وعلى عمق 100 كيلو متر القيادة العامة للواء 136 الآلي ودمروا 300 سيارة وقتلوا العديد من الجنود الروس وقد استشهد في هذه العملية اثنان من المجاهدين من ضمنهم أحد كبار القادة من مصر في جماعة خطاب هو أبو بكر.[2]
بعد انسحاب القوات الروسية من الشيشان في خريف 1996 اصبح خطاب بطلاً قومياً في الشيشان وقد منح هناك ميدالية الشجاعة والبسالة من قبل الحكومة الشيشانية . وقد منحوه أيضا رتبة لواء في حفل حضره شامل باسييف وسلمان رودييف القادة في حرب الشيشان . وقبل مقتل جوهر دودايف كان خطاب يحظى لديه باحترام ناله بعمله وليس بالكلام .[2]
وقد نجا من محاولات عديدة لاغتياله منها عند قيادته لشاحنة روسية كبيرة انفجرت وأصبحت حطاماً ومات من كان بجانبه وهو لم يصب بخدش .[2]
العقيدة و الدعوة ... 



كان سلفي العقيدة والمنهج ، ويصرح بذلك في أشرطته الخاصة وجلساته العامة ولكنه لم يكن متعصباً أبداً لمجموعته ، فكتب له قبولاً لدى كل الاتجاهات الإسلامية بلا استثناء ، و ينصح أهلها ، ويقبل نصيحتهم ، وله علاقة قوية بشيوخ المجاهدين من أمثال الشيخ حمود العقلا وكان يستشيرهم في قضايا الجهاد والعلم والدعوة ، ولهذا لم يعهد على مجموعته الجهادية في الشيشان بدع أو انحرافات أو خرافات.[9].
ورأى أن الشيشان بلد خصبة للدعوة ، فعمل محاضن دعوية لتكوين مجموعات دعوية جهادية على الخط الصحيح ، فأنشأ "معهد القوقاز لإعداد الدعاة" حيث يلزم كل شخص بالانضمام إليه قبل قبوله في الجهاد فيخضع لدورة علمية مكثفة تقارب الشهرين ، ثم ما لبث أن تكاثر الناس عليه يريدون العلم و الجهاد حتى وصل عددهم إلى 400 طالب جاءوا من التتر وداغستان وطاجكستان وأوزبكستان والأنجوش وغيرها ، وهذا هو الذي أفزع روسيا ، ثم تطور العمل فأنشأ داراً لتحفيظ القرآن ، ووضع برنامجاً لإعداد الدعاة ، وبرنامجاً آخر لإقامة محاضرات في القرى ، ودورة للتعليم الأساسي ، ودورة لرفع مستوى الدعاة ، وكما قال : رأينا أثر هذا العمل على مجاهدين في تضحياتهم وبذلهم . وجعلوا لهم مفتياً لا يتجاوزونه أبداً وهو الشيخ أبو عمر السيف الخالدي من منطقة الدمام بشرق السعودية.[9]
قاتل خطاب في أفغانستان ، ولم يتقاتل مع أحد الأفغان لخلاف عقدي رغم انتشار التصوف فيه ، ثم قاتل في طاجكستان تحت قيادة عبد الله نوري, ورغم سيادة التصوف هناك إلا أن الناس تعلقوا بخطاب حتى دبَّ الحسد في قلوب بعض القادة كالقائد رضوان والذي وصفه خطاب بأنه ' أمير حرب خبيث ' ، وعندما وصل للشيشان دعاهم للصلاة والزكاة وقراءة القرآن ، ولم يدعهم إلى أي مسألة عقدية ، فلما تمكن هناك وصار حبه في قلوب الناس كلهم أنشأ المعاهد العلمية التي تعلم العقيدة الصحيحة.[10]
وكان يحذر أصحابه من الخوض فيما يثير الناس في بداية جهاده في كل منطقة ، فإذا رأى من الناس إقبالاً على الخير دعاهم بعد ذلك إلى العقيدة السلفية ، ولهذا منع أصحابه من الذهاب إلى الأسواق ، والدخول للمدن والقرى لأن التصوف قوي في تلك البلاد ، فخاف أن يقوم مشايخ الصوفية بإثارة الناس عليهم ، فكان هناك من يقوم بالذهاب إلى السوق كل يومين ليقضي حاجات المجاهدين ، بل إنه لم يذهب في حياته كما قال إلى جروزني إلا مرة واحدة ، وبعد إصرار من القادة الشيشانيين لحضور حفل تكريم له.[10]
ورغم محاولة مشايخ الصوفية استثارته إلا أنهم فشلوا ، فوصفوه بأنه وهابي أكفر من اليهود والنصارى ، وزعموا أن جهاده أيام دوداييف باطل لأن حرب دوداييف حرب وطنية فقط . وقد حارب تحت راية جوهر دوداييف الرئيس الشيشاني السابق, ولكن كان له برنامج خاص لمجموعته ، واعترض عليه في بداية جهاده في الشيشان بعض الدعاة ، فقالوا : كيف تقاتل مع صوفية وحلولية ، فكان يحدِّث أصحابه أن هؤلاء حديثي عهد بكفر وإلحاد فلا تعجلوا. ، واستطاع أن يقنعهم كعادته في أسلوب الإقناع وهو الذي قال فيه أحد زملائه : لو قال خطاب عن كأس اللبن إنه ماء لصدقته.[10]


                   نظريات خطاب في الجهاد ...                     

لم يكن خطاب ، يقاتل بأسلوب عشوائي وإنما كان له فكر جهادي ناضج حتى أصبح مدرسة ومنهجاً، نظرياته القتالية الثلاث هي :
  • النظرية الأولى : التربية ، وعلى هذا الأساس كلما أتى بلداً من البلدان وأراد أن يفتح باب الجهاد فيها قام بأخذ مجموعة من شبابها ، ثم اعتنى بهم ووضعهم في محاضن دعوية حتى يكونوا هم أساس الدعوة والجهاد في ذلك البلد ، وفي الشيشان أنشأ "معهد القوقاز الديني" لتخريج الدعاة ، وأول مجموعة اعتنى بها في الشيشان كانت من 90 شخصا ثم صفاها حتى وصل عددها إلى 60 شخصاً، مع العلم أنه وجد معارضة من بعض الطيبين في هذا الأمر حيث طالبوا بالقتال ابتداء وكانوا يحتجون بضيق الوقت واحتلال بلاد المسلمين والعبث بها ولكنه أصر على هذا الأمر. وكان يحث جنوده على مسألة مهمة وهي مطابقة الفعل مع القول.[11]
  • النظرية الثانية : التجهيز ، فقد بلغ به الأمر أنه كان يجهز عتاد السنة قبلها فكان يُعْجِز من حوله بدقة الترتيبات ؛ حتى كان مدرسة في التنظيم والترتيب منذ كان في أفغانستان ، وكان استعداده يشمل الطعام والسكن والطريق والاستخبارات حول العدو بحيث يحصل التكامل في تجهيزه واستعداده .[11]
  • النظرية الثالثة : القتال , فقد طالب بعض الخبراء العسكريين الروس أن تدرس أفكاره العسكرية في جامعاتهم ، نظراً لعدة أمور منها هو أن الشيشان صغيرة و مكشوفة تكنولوجياً وعسكرياً ، ومع ذلك نجح في مهمتين : استطاع التخفي بجنوده والحفاظ عليهم ، واستطاع أيضاً دك القوات الروسية وإيقاع الخسائر بها.[11]

الحزم
أما حزمه وانضباطه فتحدث عن حزمه هو شخصياً حيث يقول : لما جئت إلى الشيشان انضمت إلي مجموعة من 90 رجلا من طلاب الشيخ فتحي الشيشاني، وصرفت أولاً منها 15 رجلاً ثم صرفت أيضاً 15 رجلاً ، وبقي معي ستون ، وحذرني بعض الإخوة من الطرد لأن الشيشانيين عندهم حمية ، فلو ذهب بعضهم فاحتمال كبير أن يلحق بهم الآخرون ، وفي يوم من الأيام نمنا ولما أصبحنا إذا فرقة الحراسة نائمة معنا ، وتركت مهمتها ، وكانت ليلة باردة ، فطلبت منهم أن يخلعوا خفافهم ، ثم طلبت منهم المسير إلى النهر ، وكان العشب من شدة البرد كأنه عيدان يابسة ، ثم ساروا وهو يكادوا أن يهلكوا من شدة البرد ، فلما وصلنا للنهر طلبت منهم أن يدخلوا أقدامهم فيه تأديباً لهم ، وبعد فترة أمرتهم بالخروج ، وقد تجمدت أقدامهم حتى أن بعضهم سقط على ركبتيه من الإعياء والألم ، وارتفعت أصواتهم علي حتى هددوني بالخروج وتركي ، فقلت لهم لا مانع لدي ؛ حتى لو لم يبق معي أحد . مع أني كنت أخشى من ذهابهم ، وبالتالي ذهاب أملي بتحرير تلك البلاد ؛ ولكن يسر الله ، فبقي منهم ستون رجلاً أخذوا دورة علمية مدتها 25 يوماً ، وهم الآن قادة السرايا.[12]

قض الطرف ....
كان يكره الالتحام مع المخالفين ممن ينتسبون إلى الإسلام حتى لا يُنْشَغل بالمسلمين عن عدوهم المشترك ، فيمنع التعرض للجماعات السنية بأي سوء حتى لا يحصل التشرذم والتفرق ، ولهذا كان إذا سمع أحداً يخوض في هذا يقول له : عجباً لبعض الناس سلم منه الملاحدة والنصارى ولم يسلم منه إخوته المسلمون ، وعندما كان في طاجكستان حاول القائد الطاجيكي العسكري رضوان الإساءة إليه ، ورغم طلب جنوده منه أن يرد عليه إلا أنه طلب منهم أن لا يشغلهم هذا القائد عن قتال الشيوعيين حتى أنه عندما جاء إلى الشيشان كان 60% من طلابه ومجاهديه صوفية، ثم لبث معهم فترة حتى صحح معتقدهم رغبة منهم واقتناعاً .[8]

اغتياله ...
في عام 2002 م استطاع الروس تنفيذ عملية اغتيال لخطاب، حيث دس عميل لهم في صفوف المقاتلين وإعطاء خطاب رسالة مسمومة أدت إلى مقتله. لم يعترف مجلس الشورى العسكري بمقتل خطاب إلا بعد اسبوعين من وفاته، حيث اصدر بيان رسمي يوضح كيفية الوفاة وكيف تسلل الفيديو الذي تم تصويره لجثة خطاب بعد وفاته إلى الجيش الروسي ومنه إلى وسائل الإعلام الروسية.
وأما تفاصيل استشهاده فقد اختلفت الروايات في ذلك :فبينما موقع و إسلاماه وتناقلته أكثر من جهة أن قتله كان على يد واحد من أولئك الخونة ممن وثق بهم خطاب وقربه منه حيث سلمه رسالة مسمومة مات على إثرها.[13]
وكان أحد القادة الميدانيين العرب قد أرسل رسولاً إلى خطّاب يحمل إليه رسالة خطّيه وفي وسط الطريق أرسل خطّاب رسولاً من عنده ليتسلم الرسالة , ولكن ذلك الرسول الذي من عند خطّاب كان خائناً - عميلاً وثق به المجاهدون - فوضع سماً في الرسالة وفور تسلم القائد خطّاب لها وملامسة السم ليده لم يلبث سوى خمس دقائق وفاضت روحه.[13]
إلا أن هناك رواية أشار إليها إجمالا موقع القوقاز أن قتله كان بسم دس في طعامه غدرا، كما ذكر وأن السم وضع له بينما كان يتناول طعام الغداء في دعوة خاصة حيث وقع الغدر به.
إلا أن المجاهدين تكتموا خبر موته لمصلحة الجهاد ولحين ترتيب الأوضاع إلا أنه تسربت أنباء استشهاده حيث وقع شريط الفيديو الذي صوره المجاهدون لجثمان خطاب في أيدي القوات الروسية وبادرت القوات الروسية بنشر الشريط .[13]
كانت أمنية والده أن يرى ابنه قبل وفاته, انتظر والده سنوات وسنوات لعل يوماً يطل عليه من الباب وجه خطاب ولكن عرف الوالد أن رؤيا ابنه من الصعوبة بمكان ، ثم فاضت روح والده ولم تتحقق أمنيته . و قال خطاب في إحدى المناسبات : من عاش صغيراً مات صغيراً ، ومن عاش لأمته عظيماً مات عظيماً .[3]

خبر وفاته على الشاشات .... 

رغم أن خطاب عربي مسلم ، ورغم أنه قائد معروف لدى دول العالم ورؤسائها وبالرغم من أشياء كثيرة أخرى فلم تبدِ أي قناة عربية ماعدا الجزيرة له اهتماماً, ومرة أخرى تكشف قناة الجزيرة عن جانبها المتميز ، فهي أول وأكثر قناة تناولت الخبر, ووضعت له برنامجاً خاصاً ، وأعادت لقاءات تمت معه لتعطي صورة واضحة في معنى التميز في متابعة الحدث.[14]
أما القنوات الأجنبية فكانت متابعة للحدث بقوة ، ففي روسيا قطع البث التلفازي من أجل عرض بيان وزارة الدفاع الخاص باستشهاد خطاب ، وعرض عدة مرات في تلك الليلة واليوم التالي ، ووزعت التبريكات من خلال مشاركات المشاهدين ، ووضعت اللقاءات التي تحدثت عن هذا النصر الروسي، وأقيمت برامج كاملة عن حياة خطاب ونوقشت فيها أفكاره العسكرية وخططه التي وصفها أحد خبراء الروس في برنامج عرض في أحد أيام السبت بأنها "جهنمية" ووصفها خبير آخر بأنها "شيطانية" . ولم تغفل البي بي سي ولا السي إن إن هذا الحدث ، فتحدثت عنه بإسهاب كعادة القنوات الإخبارية.[14]

المراجع

1.  ^ أ ب ت ث ج موقع مفكرة الإسلام. مقال ميلاده و استشهاده, المقتبسة من كتاب سيرة حياة خطاب.
2.  ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س موقع مفكرة الإسلام مقال خطاب يبحث عن الموت.
3.  ^ أ ب موقع مفكرة الإسلام مقال خطاب و أحلام الشباب.
4.  ^ أ ب موقع مفكرة الإسلام مقال خطاب بين الرحمة و الشدة.
5.  ^ أ ب موقع مفكرة الإسلام مقال أين مالك يا خطاب
6.  ^ أ ب موقع مفكرة الإسلام مقال خطاب ونصرة النظلومين.
7.  ^ موقع مفكرة الإسلام مقال خطاب مراسل في التلفاز.
8.  ^ أ ب موقع مفكرة الإسلامخطاب رجل السياسة.
9.  ^ أ ب موقع مفكرة الإسلام مقال فكر و دعوة خطاب.
10.                   ^ أ ب ت موقع مفكرة الإسلام مقال التدرج في دعوته للناس.
11.                   ^ أ ب ت موقع مفكرة الإسلاممقال نظريات خطاب الجهادية في الشيشان.
12.                   ^ موقع مفكرة الإسلام مقال خطاب بين المرح و الحزم.
13.                   ^ أ ب ت موقع مفكرة الإسلام مقال قصة الخيانة.
14.                   ^ أ ب موقع مفكرة الإسلام مقال كيف استقبل الإعلام نبأ استشهاده.
أعلى النموذج
أعجبني · · المشاركة







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق